عرض المقال
مطلوب شطب فرق الجيش من الدورى
2013-05-24 الجمعه
إذا كان الجيش لا يريد الدخول فى لعبة السياسة والخوض فى مستنقعاتها وغاباتها وأحراشها، خاصة بعد الإهانات والاتهامات التى طالت بعضاً من قياداته بعد النزول للشارع الذى غضب، وله كل الحق، من الأداء المرتبك للمجلس العسكرى بعد الثورة، إذا كانت هذه رؤيته فالأولى والأهم أن يلغى أنديته التى فى الدورى العام لكرة القدم والتى تشتم فى المدرجات بأقذع الألفاظ، سمعت بنفسى بعد إحدى المباريات التى كان أحد طرفيها نادى كرة قدم من أندية الجيش شتيمة وسباباً للفريق وبالطبع طارت الشظايا اللفظية لتطول وتلمس جسد وكرامة العسكرية التى لا بد أن تظل بمنأى عن هذه السفاسف الكروية المهينة، الجمهور فى المدرجات والمقاهى لا نستطيع الإمساك بلسانه والشتيمة صارت طقساً روتينياً يومياً ومظاهرة غضب وفضفضة جماعية تلقى بحمم النار المختارة بعناية من أقذر قاموس لغوى عرفته البشرية ومن يجلس فى المدرجات يعرف جيداً هذا القاموس، فلماذا يقحم الجيش نفسه فى هذه المعركة التى لا بد أن يصل إليه رذاذها ونابالمها وحممها وبراكينها وانفجاراتها؟! لا أجد سبباً واحداً لهذا الحماس الجيشى العسكرى للانخراط فى مسابقة الدورى العام ومباريات كرة القدم، إذا كان الجيش يريد تنمية الرياضة بين أفراده، وهذا حقه، فعليه أن يقيم ويدير مسابقات داخلية بين أسلحته ووحداته المختلفة تدار بالانضباط العسكرى المعهود فى مدرجات الجماهير والذى لا يسمح بالإسفاف والسباب الخارج، وملاحظة عارضة تؤكد أن الاشتراك فى الدورى ليس غرضه تنمية الرياضة بين أفراد الجيش هى أن الجيش يشترى لاعبين من الأندية الأخرى الجماهيرية وأحياناً يعينوهم ويلحقوهم بالجيش مؤقتاً لغرض لعب الكورة فقط! ما ينفى هذا الغرض من أصله وأيضاً يثير حفيظة مشجعى وألتراس الأندية التى ينتقل منها اللاعب النجم نتيجة فقر ناديه وغنى وثراء فريق الجيش أو حرس الحدود.. إلخ، ولننظر حولنا فى العالم كله، إلا العراق وسوريا وما شابههما، فلن نجد نادياً عسكرياً ينتمى للجيش ويلعب ضد برشلونة مثلاً فى الدورى الإسبانى أو بايرن فى الدورى الألمانى.. إلخ، هذه ليست سمة وصفة دولة متقدمة سياسياً واقتصادياً، أرجوكم ابعدوا الجيش عن مسابقات كرة القدم واشطبوا ذكريات تدخل عبدالحكيم عامر فى دورى كرة القدم وسيطرة الضباط فى الستينات والسبعينات على مجالس إدارات الأندية وذكريات منح لاعبى الزمالك والأهلى فى الستينات رتباً عسكرية، لذلك أتوجه للفريق أول السيسى بطلب شطب وسحب كل فرق الجيش من الدورى حفاظاً على هيبة المؤسسة التى نعتز بها جميعاً كحصن وحارس ولا يجعل اسم الجيش عرضة لهزيمة مهينة وشتيمة مدرجات وموالسة حكم وحقد جمهور ومنافسة مؤامرات شراء لاعبين وضرب تحت الحزام وسمسرة مدربين.. إلى آخره من مهازل كرة القدم.